نظام مكافحة الجرائم الالكترونية الصادر بتاريخ 1428/03/08 هـ

/

/

نظام مكافحة الجرائم الالكترونية الصادر بتاريخ 1428/03/08 هـ

مكافحة الجرائم الالكترونية

تعتبر مكافحة الجرائم الالكترونية تحدياً كبيراً يواجة العديد من الدول ، تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً بـ مكافحة الجرائم الإلكترونية من خلال الجهود المتواصلة في مجال التشريع والتوعية وبناء القدرات، تسعى المملكة إلى تحقيق بيئة إلكترونية آمنة ومستدامة ، وقد حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال  و لا تزال هناك تحديات تتطلب جهوداً مستمرة من جميع الأطراف المعنية.

كم ان المملكة تواكب التطور الرقمي المتسارع من خلال وضع تشريعات وأنظمة لحماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية و هذه الجرائم التي تتخذ أشكالاً متنوعة ومتجددة و التي تشكل تهديداً متزايداً للأفراد والمؤسسات و تتطلب جهوداً مستمرة من الجهات المعنية لمكافحتها .

يشكل نظام مكافحة الجرائم الالكترونية حجر الزاوية في مكافحة الجرائم التقنية التي تحدث في المملكة، ويهدف إلى حماية الأنظمة المعلوماتية والبيانات الشخصية.

ماهو تعريف مكافحة الجرائم الالكترونية

قبل البدئ في ذكر تعريف لـ مكافحة الجرائم الالكترونية يجدر بنا الأشارة اولاً الي تعريف الجرائم الإلكترونية في المملكة العربية السعودية وهي : أي فعل غير قانوني يتم ارتكابه باستخدام الحاسبات الآلية أو الشبكات المعلوماتية ، وقد نص نظام مكافحة جرائم المعلوماتية على تعريف شامل لهذه الجرائم والتي تشمل مجموعة واسعة من الأفعال التي قد تضر بالأفراد والمؤسسات والمجتمع ككل.

و يعرف مكافحة الجرائم الالكترونية بأنها مجموعة من الجهود والأنظمة والقوانين التي تهدف إلى حماية المجتمع من الأنشطة الإجرامية التي تتم عبر شبكة الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة ، وتتضمن هذه الجرائم مجموعة واسعة من الأفعال غير المشروعة التي تلحق الضرر بالأفراد والمؤسسات مثل الاحتيال الإلكتروني و الابتزاز و القرصنة و نشر الشائعات و المحتوى المسيء

و تعتمد المملكة العربية السعودية على مجموعة متكاملة من الأساليب لمكافحة الجرائم الإلكترونية بدءاً من الإطار التشريعي وصولاً إلى التوعية المجتمعية والتقنيات الحديثة ، ومع ذلك فإن هذا المجال يتطلب جهوداً مستمرة لتلبية التحديات المتزايدة

مكافحة الجرائم الالكترونية و ماهي الجرائم المستهدفة ؟

حدد نظام مكافحة الجرائم الالكترونية مجموعة من الجرائم الإلكترونية التي يعاقب عليها القانون السعودي ومن أهمها:

1- الاحتيال الإلكتروني

يشمل جميع أشكال النصب والخداع التي تتم عبر الإنترنت مثل الاحتيال على بطاقات الائتمان والهندسة الاجتماعية.

2- الابتزاز الإلكتروني

تهديد الأفراد بنشر معلومات خاصة أو صور مسيئة إذا لم يتم دفع فدية.

3- التشهير الإلكتروني

نشر معلومات كاذبة أو مسيئة عن شخص ما عبر الإنترنت بهدف إلحاق الضرر بسمعته.

4- القرصنة الإلكترونية

الدخول غير المشروع إلى الأنظمة الحاسوبية بهدف سرقة البيانات أو تعطيل الخدمات.

5- انتحال الهوية

استخدام هوية شخص آخر بشكل غير مشروع.

6- إنشاء مواقع إلكترونية للإرهاب

إنشاء أو نشر مواقع إلكترونية تهدف إلى دعم الإرهاب أو تسهيل الاتصال بين الإرهابيين.

7- التدخل في الأنظمة الحاسوبية

التسبب في تعطيل أو إتلاف الأنظمة الحاسوبية أو البيانات المخزنة فيها.

8- التجسس الإلكتروني

اعتراض أو تسجيل الاتصالات الإلكترونية دون إذن.

اساليب مكافحة الجرائم الالكترونية ؟

تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية وذلك نظراً للوعي المتزايد بأهمية الأمن السيبراني وحماية البيانات. وتتعدد الأساليب التي تتبعها المملكة لمواجهة هذه الجرائم، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- الإطار التشريعي والقانوني

” نظام مكافحة جرائم المعلوماتية ” 

يعد هذا النظام الأساس في مكافحة الجرائم الالكترونية في المملكة، حيث يحدد الجرائم المعلوماتية والعقوبات المقررة لها، ويضع الإجراءات المتعلقة بالتحقيق والقبض.

” التعاون الدولي “

تعمل المملكة على تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية من خلال تبادل المعلومات والخبرات مع الدول الأخرى ،
و المشاركة في المنظمات الدولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية.

2- الجهود الحكومية

– التوعية المجتمعية

تقوم الحكومة السعودية بحملات توعية مكثفة لتثقيف الأفراد حول مخاطر الجرائم الإلكترونية وكيفية الوقاية منها ، و إدراج برامج التوعية بالأمن السيبراني في المناهج الدراسية.

– تقوية البنية التحتية

تعمل على تطوير البنية التحتية التقنية لحماية الأنظمة الحكومية والخاصة من الهجمات الإلكترونية عن طريق :

 ” إنشاء مراكز متخصصة لـ مكافحة الجرائم الالكترونية تقوم بمتابعة التهديدات الإلكترونية وتحليلها “
” استخدام الأدوات التقنية “مثل استخدام : 

أنظمة الكشف عن الاختراقات للكشف عن أي محاولات اختراق للأنظمة الحاسوبية و جدران الحماية لحماية الشبكات من الهجمات الخارجية ، واخيراً انظمة تشفير البيانات الحساسة لحمايتها من الوصول غير المصرح به.

نظام مكافحة الجرائم الالكترونية الصادر بتاريخ 1428/03/08 هـ

الأطر القانونية لـ مكافحة الجرائم الالكترونية ؟

وضعت المملكة العربية السعودية من اجل مكافحة الجرائم الالكترونية مجموعة متكاملة من الأطر القانونية التي تغطي مختلف جوانب هذه الجرائم.

و تعتبر الأطر القانونية لـ مكافحة الجرائم الالكترونية في السعودية قوية ومتطورة إلا أنها تحتاج إلى تطوير مستمر لمواكبة التحديات المتزايدة ، كما أن نجاح مكافحة هذه الجرائم يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومن أبرز هذه الأطر القانونية:

نظام مكافحة جرائم المعلوماتية:

  • يعد هذا النظام حجر الزاوية في مكافحة الجرائم الإلكترونية في المملكة.
  • يحدد النظام بشكل واضح الجرائم المعلوماتية التي يعاقب عليها القانون مثل الاختراق و الاحتيال و الابتزاز الإلكتروني و انتحال الشخصية.
  • ينص النظام على عقوبات مشددة للمرتكبين تشمل السجن والغرامات المالية.
  • يوضح النظام الإجراءات التي يجب اتباعها في التحقيق والقبض على مرتكبي الجرائم الإلكترونية.

الأنظمة الأخرى ذات الصلة:

– نظام حماية البيانات الشخصية:

يهدف هذا النظام إلى حماية البيانات الشخصية للأفراد من الاستخدام غير المشروع ويعتبر جزءًا هامًا من مكافحة الجرائم الإلكترونية.

– نظام مكافحة الإرهاب:

يشمل هذا النظام جرائم إلكترونية مرتبطة بالإرهاب مثل استخدام الإنترنت للتخطيط له أو تمويله.

– النظام الجنائي العام:

يتم تطبيق أحكام النظام الجنائي العام على الجرائم الإلكترونية التي تشكل جرائم أخرى مثل السرقة أو التزوير.

أهمية هذه الأطر القانونية:

  1.  تساعد هذه الأطر في تحديد الجرائم الإلكترونية بشكل واضح مما يسهل على الجهات القضائية معالجتها.
  2.  تعمل العقوبات المشددة المنصوص عليها في هذه الأنظمة على ردع الجناة عن ارتكاب الجرائم الإلكترونية.
  3.  تساهم هذه الأنظمة في حماية حقوق الأفراد والمؤسسات من الانتهاكات الإلكترونية.
  4.  تساعد هذه الأنظمة في التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية

ما هي أهداف مكافحة الجرائم الالكترونية ؟

الأهداف الأساسية لـ مكافحة الجرائم الالكترونية في السعودية تتمحور حول حماية الأمن الوطني و حفظ النظام العام و حماية الحقوق والحريات و حماية الاقتصاد الوطني و تعزيز الثقة في التعاملات الإلكترونية و المساهمة في التنمية الرقمية.

يهدف النظام القانوني السعودي لـ مكافحة الجرائم الالكترونية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المترابطة

والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:

  •  حماية أمنها الوطني من التهديدات الإلكترونية التي قد تستهدف البنية التحتية الحيوية والمعلومات الحساسة للدولة.
  •  الحفاظ على النظام العام والأمن والسلم المجتمعي من خلال منع الجرائم الإلكترونية التي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
  •  حماية حقوق الأفراد وحرياتهم من الانتهاكات التي تتم عبر الفضاء الإلكتروني مثل الابتزاز الإلكتروني والتشهير.
  • حماية الاقتصاد الوطني من الخسائر المادية التي تنتج عن هذه الجرائم مثل الاحتيال الإلكتروني و سرقة البيانات.
  •  تعزيز الثقة في التعاملات الإلكترونية من خلال توفير بيئة آمنة وموثوقة للمستخدمين.
  •  تهدف الجهود المبذولة إلى مكافحة الجرائم الإلكترونية إلى تهيئة بيئة مناسبة للتنمية الرقمية في المملكة و تشجيع الاستثمار في هذا المجال.

لتحقيق هذه الأهداف يرتكز النظام القانوني السعودي على:

  • تحديد الجرائم الإلكترونية بشكل واضح وشامل وتصنيفها وفقًا لخطورتها.
  •  فرض عقوبات رادعة على مرتكبي الجرائم الإلكترونية بما في ذلك السجن والغرامات المالية.
  •  تطوير الإجراءات الجنائية المتعلقة بالتحقيق والقبض على مرتكبي الجرائم الإلكترونية.
  •  تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية لتبادل المعلومات والخبرات.
  • رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الجرائم الإلكترونية وكيفية الوقاية منها.

ما هي جهود مكافحة الجرائم الالكترونية

تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لـ مكافحة الجرائم الالكترونية وقد حققت إنجازات ملحوظة في هذا المجال ، ومع ذلك فإن هذا التحدي يتطلب جهودًا مستمرة وتعاونًا بين جميع الأطراف المعنية.

و تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بـ مكافحة الجرائم الالكترونية و ذلك نظرًا لتزايد هذه الجرائم وتأثيرها السلبي على الأفراد والمجتمع ، و لتحقيق هذا الهدف تبذل المملكة جهودًا متعددة ومتكاملة على المستويات التشريعية والتنفيذية والتوعوية ، وبالاضافة الي ما تم ذكرة في اساليب مكافحة الجرائم الالكترونية و الأطر القانونية لـ مكافحة الجرائم الالكترونية  ، فإن من أهم هذه الجهود:

1- إنشاء الأجهزة المتخصصة:

– مركز الأمن السيبراني الوطني :

يعمل هذا المركز على حماية البنية التحتية الرقمية للمملكة من الهجمات الإلكترونية، ورفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني.

الأجهزة الأمنية المختصة :

تقوم الأجهزة الأمنية بتحقيق في الجرائم الإلكترونية والقبض على مرتكبيها.

2- التطوير المستمر للتشريعات:

– يتم تحديث التشريعات والقوانين بشكل دوري لمواكبة التطورات التكنولوجية الجديدة.
– يتم تعديل الأنظمة القائمة لتشمل الجرائم الإلكترونية الناشئة.

3-  دعم البحث والتطوير:

تدعم المملكة البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني لتطوير تقنيات جديدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية و التشجيع علي الابتكار

4- تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص:

يتم تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الأمن السيبراني.
يتم تبادل الخبرات والمعرفة بين الجهات الحكومية والشركات الخاصة.

أهمية هذه الجهود:

– تساهم هذه الجهود في حماية الأفراد والمؤسسات من الخسائر المادية والمعنوية الناجمة عن الجرائم الإلكترونية.
– تساعد هذه الجهود في تعزيز الثقة في التعاملات الإلكترونية وحماية الاقتصاد الوطني.
– تساهم هذه الجهود في تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية.

التحديات التي تواجة مكافحة الجرائم الالكترونية

مكافحة الجرائم الالكترونية تتطلب جهودًا متضافرة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني وذلك لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال ، إلا أنها تواجه مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة ومتكاملة إليك أبرز هذه التحديات:

1. سرعة التطور التكنولوجي:

– تتطور التقنيات بسرعة هائلة مما يؤدي إلى ظهور أشكال جديدة من الجرائم الإلكترونية يصعب تتبعها.
– تزداد تعقيد الجرائم الإلكترونية مع تطور التقنيات مما يتطلب خبرات تقنية متقدمة للكشف عنها والتحقيق فيها.
– يصعب على التشريعات مواكبة هذا التطور السريع مما يترك ثغرات قانونية يمكن للجناة استغلالها.

2. الحدود الجغرافية:

–  يمكن ارتكاب الجرائم الإلكترونية من أي مكان في العالم مما يجعل تحديد الجناة وملاحقتهم أمرًا صعبًا.
–  يتطلب مكافحة هذه الجرائم تعاونًا دوليًا واسعًا وهو ما قد يواجه تحديات بيروقراطية وقانونية.

3. نقص الكوادر المتخصصة:

– هناك طلب متزايد على الكوادر المتخصصة في مجال الأمن السيبراني ولكن العرض لا يزال محدودًا.
– يتطلب تدريب الكوادر على أحدث التقنيات والأساليب المستخدمة في الجرائم الإلكترونية وهو ما يحتاج إلى استثمارات كبيرة.

4. الوعي المجتمعي:

– لا يزال هناك نقص في الوعي لدى الكثير من الأفراد حول مخاطر الجرائم الإلكترونية وكيفية حماية أنفسهم منها.
– يؤدي نقص الوعي إلى سهولة استهداف الأفراد من قبل الجناة.

5. الحفاظ على الخصوصية:

– يجب تحقيق توازن دقيق بين مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية الخصوصية وحريات الأفراد.
– قد يؤدي توسيع صلاحيات الجهات المعنية في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية إلى تدخل في الحياة الخاصة للأفراد.

6. التكاليف المرتفعة:

– تتطلب مكافحة الجرائم الإلكترونية استثمارات كبيرة في البنية التحتية التقنية.
– شراء وتحديث الأجهزة والبرامج اللازمة لمكافحة الجرائم الإلكترونية يتطلب ميزانيات كبيرة.

7. تعقيد الجرائم:

تتطلب الجرائم الإلكترونية تحقيقات معقدة ومتخصصة.

8. الوعي المحدود لدى بعض المستخدمين:

لا يزال هناك نقص في الوعي لدى بعض المستخدمين حول مخاطر الجرائم الإلكترونية مما يؤدي  إلى سهولة استهدافهم من قبل الجرائم الإلكترونية .

 

مكتب معالي المستشار/محمد العتيبي

لمساعدتك على إيجاد حلول إبداعية للمشاكل القانونية

بتقديم الخدمة القانونية التي تحتاجها عن طريق محامون من ذوي الخبرة

لحجز معاد مسبق برجاء التواصل علي