الحماية من الإيذاء في السعودية هو نظام حيوي ومتطور يسعى إلى بناء مجتمع خالٍ من العنف والإيذاء ، و يتطلب هذا النظام جهودًا متضافرة من قبل جميع أفراد المجتمع والجهات المعنية لتحقيق أهدافه.
فيمثل نظام الحماية من الإيذاء في السعودية نظام قانوني شامل يهدف إلى توفير الحماية من جميع أشكال الإيذاء سواء كان جسديًا أو نفسيًا أو جنسيًا أو إهمالًا ، و تقديم الدعم والمساعدة اللازمة للمتضررين من الإيذاء بما في ذلك الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية ، و محاسبة مرتكبي جرائم الإيذاء وتطبيق العقوبات القانونية عليهم ، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأشكال الإيذاء وكيفية الوقاية منها والإبلاغ عنها.
يتكون نظام الحماية من الإيذاء من مجموعة من القوانين واللوائح والآليات التي تعمل معًا لتحقيق أهدافه من تشريعات واضحة تحدد أنواع الإيذاء والعقوبات المقررة لمرتكبيه ، لآليات الإبلاغ التي تتيح للجميع الإبلاغ عن حالات الإيذاء بسهولة وسرية و خدمات الدعم التي تقدم خدمات متكاملة للمتضررين تشمل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية ، واخيراً برامج التوعية التي تستهدف جميع فئات المجتمع لنشر ثقافة الحماية من الإيذاء.
أهمية نظام الحماية من الإيذاء تكمن في الحفاظ على كرامة الإنسان من خلال تأكيد حق كل فرد في العيش بسلامة وأمان ، و بناء مجتمع صحي حيث يساهم في الحد من الآثار السلبية للإيذاء على الأفراد والمجتمع ، و تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث على العدل والرحمة وحماية الضعفاء ، والالتزام بالاتفاقيات الدولي التي وقعت عليها المملكة العربية السعودية لحماية حقوق الإنسان.
يشكل نظام الحماية من الإيذاء في السعودية خطوة مهمة و ركيزة أساسية نحو بناء مجتمع متماسك و آمن وسليم حيث يوفر الحماية من الإيذاء للضعفاء ويحاسب مرتكبي الجرائم كما يساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة الحماية من الإيذاء للأطفال والنساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
تعريف الحماية من الإيذاء
الحماية من الإيذاء في القانون السعودي هي مفهوم شامل يهدف إلى حماية الأفراد من جميع أشكال العنف والإساءة التي قد يتعرضون لها سواء كانت هذه الإساءة جسديًا او نفسيًا او جنسيًا أو حتى إهمالًا، فإن القانون السعودي يوفر حماية قانونية للضحايا ويضمن لهم حقوقهم.
هذا المفهوم لـ الحماية من الإيذاء مهم جدًا لأنه يعكس اهتمام الدولة بحماية أفرادها وتوفير بيئة آمنة لهم. كما أنه يساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك ، يمثل نظام الحماية من الإيذاء خطوة مهمة نحو بناء مجتمع آمن ومتماسك حيث يوفر الحماية للضعفاء ويحاسب مرتكبي الجرائم ، كما أنه يساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية حماية الأطفال والنساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
فـعناصر الحماية من الإيذاء الرئيسية هي :
1- ضمان سلامة الأفراد من خلال حماية الأفراد من أي تهديد لسلامتهم الجسدية أو النفسية.
2- منع العنف والإساءة عن طريق اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع حدوث أي نوع من العنف والإساءة.
3- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للضحايا لمساعدتهم على التعافي.
4- محاسبة الجناة عن طريق تطبيق العقوبات القانونية على مرتكبي جرائم الإيذاء.
5- رفع الوعي المجتمعي وذلك بنشر التوعية بأشكال الإيذاء وكيفية الوقاية منها والإبلاغ عنها.
نظام الحماية من الإيذاء
نظام الحماية من الإيذاء هي منظومة قانونية شاملة تهدف إلى حماية جميع أفراد المجتمع، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال والنساء وكبار السن، من أي شكل من أشكال العنف والإساءة مثل :
- الإيذاء الجسدي: الضرب – الحرق – الشتم – التهديد
- الإيذاء النفسي: الإهانة – التحقير – التخويف – العزل الاجتماعي.
- الإيذاء الجنسي: التحرش – الاغتصاب – الاستغلال الجنسي.
- الإهمال: عدم توفير الرعاية اللازمة للأطفال أو كبار السن أو الأشخاص ذوي الإعاقة
و يشمل النظام حزمة من القوانين واللوائح والإجراءات التي تغطي جوانب متعددة منها:
1- تحديد واضح لأنواع الإيذاء المختلفة بما في ذلك الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي والإهمال.
2- الإبلاغ عن حالات الإيذاء من خلال توفير قنوات آمنة وسهلة للإبلاغ عن حالات الإيذاء وضمان سرية المبلغ.
3- التدخل السريع عن طريق اتخاذ إجراءات فورية لحماية الضحية وتقديم الدعم اللازم له.
4- المسائلة القانونية في شكل تطبيق العقوبات الصارمة على مرتكبي جرائم الإيذاء.
5- توفير خدمات متكاملة للضحايا تشمل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية.
6- نشر الوعي بأشكال الإيذاء وكيفية الوقاية منها.
نظام الحماية من الإيذاء للمرأة
يمثل نظام الحماية من الإيذاء للمرأة خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وبناء مجتمع آمن وعادل ، فنظام الحماية من الإيذاء للمرأة عبارة عن إطار قانوني شامل يهدف إلى حماية المرأة من جميع أشكال العنف والإساءة ، ويعتبر هذا النظام خطوة مهمة نحو بناء مجتمع آمن عادل يحترم حقوق المرأة.
ويحمي نظام الحماية من الإيذاء للمرأة من الجرائم التي تتعلق بـ :
1- كرامة المرأة من خلال تأكيد حق المرأة في العيش بسلامة وكرامة بعيدًا عن أي تهديد أو عنف
2- استخدام أشكال العنف ضد المرأة و اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع حدوث أي نوع من العنف ضد المرأة.
وتتم الحماية من الإيذاء للمرأة من قبل السلطات المعنية من خلال :
- توفير الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء المتعرضات للعنف.
- تطبيق العقوبات القانونية الصارمة على مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة.
- نشر التوعية بأشكال العنف ضد المرأة وكيفية الوقاية منها والإبلاغ عنها.
نظام الحماية من الإيذاء للطفل
قامت المملكة العربية السعودية بوضع نظام حماية من الإيذاء للطفل من اجل الحفاظ على مستقبل الأمة وذلك لأن الأطفال هم مستقبل الأمة وان حمايتهم هي استثمار المستقبل ، وتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث على رحمة الأطفال وحمايتهم ، والالتزام بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها المملكة لحماية حقوق الطفل
فهي تسعى إلى بناء مجتمع آمن للأطفال ، و يعتبر هذا النظام حجر الزاوية في بناء مجتمع آمن للأطفال ويضمن لهم حقهم في العيش في بيئة خالية من الخوف والعنف ، ويحمي نظام الحماية من الإيذاء للطفل الجرائم التي تتعلق بـ :
1- حماية الطفل و سلامتة من أي تهديد لسلامته الجسدية أو النفسية.
2- كيفية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة و حماية الطفل عند حدوث أي نوع من العنف والإساءة
وتتم الحماية من الإيذاء للطفل من قبل السلطات المعنية من خلال :
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للطفل لمساعدته على التعافي.
- تطبيق العقوبات القانونية الصارمة على مرتكبي جرائم الإيذاء ضد الأطفال.
- نشر التوعية بأشكال الإيذاء وكيفية الوقاية منها والإبلاغ عنها.
نظام الحماية من الإيذاء للأشخاص ذوو الإعاقة
نظام الحماية من الإيذاء للأشخاص ذوو الإعاقة في المملكة العربية السعودية هو امتداد طبيعي لنظام حماية الطفل حيث يركز بشكل خاص على حماية هذه الفئة التي قد تكون أكثر عرضة للإيذاء والإهمال بسبب ظروفها الخاصة ، ويهدف هذا النظام إلى ضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حياة كريمة وخالية من أي شكل من أشكال العنف والإساءة ، فهو نظام متطور يسعى إلى ضمان حياة كريمة وآمنة لهذه الفئة من المجتمع.
ويحمي نظام الحماية من الإيذاء للأشخاص ذوو الإعاقة الجرائم التي تتعلق بـ :
1- كرامة وسلامة الأشخاص ذوو الإعاقة
2- كيفية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وحماية الأشخاص ذوو الإعاقة عن حدوث أي نوع من العنف والإساءة
وتتم الحماية من الإيذاء للأشخاص ذوو الإعاقة من قبل السلطات المعنية من خلال :
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للأشخاص ذوي الإعاقة لمساعدتهم على التعافي.
- تطبيق العقوبات القانونية الصارمة على مرتكبي جرائم الإيذاء ضد الأشخاص ذوي الإعاقة.
- نشر التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية التعامل معهم بشكل لائق.
العقوبات المقررة من اجل الحماية من الإيذاء ؟
يضع نظام الحماية من الإيذاء عقوبات رادعة تهدف إلى حماية الأفراد من جميع أشكال الإيذاء وتقليل حدوث هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها ، وتختلف العقوبات باختلاف نوع الإيذاء وشدة الجريمة وذلك من خلال ردع الجناة عن ارتكاب جرائم الإيذاء و حماية الضحايا من المزيد من الأذى و إصلاح الجناة وإعادة تأهيلهم.
و يخضع نظام الحماية من الإيذاء لتطورات مستمرة، وقد يتم تعديل العقوبات أو إضافة عقوبات جديدة ، كما ان للقاضي دور كبير في تحديد العقوبة المناسبة لكل حالة بناءً على ظروف الجريمة وظروف الجاني ، وتكمن أهمية الإبلاغ في تشجيع الضحايا على الإبلاغ عن حالات الإيذاء يساهم في تطبيق القانون ومحاسبة الجناة.
و تشمل العقوبات المقررة ما يلي:
1- الحبس
تتراوح مدة الحبس حسب خطورة الجريمة، وقد تصل إلى عدة سنوات.
2- الغرامة المالية
تفرض غرامات مالية كبيرة على مرتكبي الجرائم.
3- العقوبات البديلة
قد تشمل العقوبات البديلة مثل العمل المجتمعي أو حضور برامج إصلاحية.
4- سحب الوصاية
في حالة ارتكاب الإيذاء من قبل الولي أو الوصي، قد يتم سحب الوصاية عنه.
العوامل التي تؤثر على تحديد العقوبة:
– نوع الإيذاء
– شدة الإيذاء
– علاقة الجاني بالضحية (ولي – وصي – شخص غريب )
– وجود ظروف مشددة (تكرار الجريمة – استخدام أسلحة )
أمثلة على العقوبات المقررة:
قد يعاقب مرتكب الإيذاء :
- الجسدي بالحبس والغرامة وقد تزداد العقوبة إذا تسبب الإيذاء في عاهة مستديمة
- النفسي بالحبس والغرامة خاصة إذا كان الإيذاء متكررًا أو أدى إلى أضرار نفسية شديدة للضحية.
- الجنسي بعقوبات مشددة قد تصل إلى الإعدام، حسب نوع الجريمة وشدة الظروف.
كيف يتم الإبلاغ عن حالات الإيذاء ؟
نظام الحماية من الإيذاء في السعودية يوفر قنوات متعددة للإبلاغ عن حالات الإيذاء وذلك لضمان حماية الضحايا وتقديم المساعدة لهم في أسرع وقت ممكن ، ومن أهم القنوات المتاحة للإبلاغ عن حالات الإيذاء هي:
مركز العنف الأسري (1919):
يعد هذا الرقم هو الخط الساخن المخصص لتلقي بلاغات العنف الأسري والإيذاء و يمكن الاتصال بهذا الرقم على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع ، و يوفر المركز خدمات استشارية ودعم نفسي للضحايا، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
الشرطة:
يمكن التوجه إلى أقرب مركز للشرطة وتقديم بلاغ رسمي عن حالة الإيذاء و تقوم الشرطة بتسجيل البلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في الحادثة.
المستشفيات والمراكز الصحية:
للأطباء والممرضين والموظفين في المستشفيات والمراكز الصحية اكتشاف حالات الإيذاء أثناء تقديم الرعاية الطبية للضحايا و يتعين عليهم الإبلاغ عن هذه الحالات للجهات المختصة.
المدارس والروضات:
للمعلمين والمربين اكتشاف حالات الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال في المدارس والروضات ، يجب عليهم الإبلاغ عن هذه الحالات فوراً إلى الجهات المختصة.
الجهات الحكومية الأخرى:
يمكن لأي جهة حكومية أخرى مثل وزارة العمل أو وزارة الشؤون الاجتماعية تلقي بلاغات عن حالات الإيذاء واتخاذ الإجراءات اللازمة.
المنظمات الأهلية:
هناك العديد من المنظمات الأهلية التي تعمل في مجال حماية الطفل والمرأة تقدم خدمات الدعم والاستشارة للضحايا و يمكن التواصل مع هذه المنظمات لتقديم بلاغ أو طلب المساعدة.
ما الذي يحدث بعد تقديم البلاغ؟
1- تقوم الجهات المختصة بالتحقيق في البلاغ، وجمع الأدلة واستجواب الشهود.
2- يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الضحية من أي تهديدات أو انتقام.
3- يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للضحية.
4- يتم تقديم الجاني للمحاكمة ومعاقبته وفقًا للقانون.
اهداف نظام الحماية من الإيذاء
يهدف نظام الحماية من الإيذاء في المملكة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف النبيلة التي تسعى إلى بناء مجتمع آمن وسليم، وحماية أفراده من جميع أشكال العنف والإساءة ويمكن تلخيص هذه الأهداف في النقاط التالية:
– التأكيد على حق كل فرد في العيش بسلامة وأمان وحماية كرامته الإنسانية.
– اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع حدوث أي نوع من العنف والإساءة سواء كان جسديًا أو نفسيًا أو جنسيًا أو إهمالًا.
– تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للضحايا لمساعدتهم على التعافي من آثار الإيذاء.
– تطبيق العقوبات القانونية الصارمة على مرتكبي جرائم الإيذاء.
– نشر التوعية بأشكال الإيذاء وكيفية الوقاية منها والإبلاغ عنها.
– المساهمة في بناء مجتمع آمن خالٍ من العنف والإساءة، حيث يشعر الجميع بالأمان والطمأنينة.
– التأكيد على مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث على العدل والرحمة وحماية الضعفاء.
– الالتزام بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي وقعت عليها المملكة.
باختصار يهدف نظام الحماية من الإيذاء إلى:
1- حماية الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
2- تعزيز مفهوم العدالة من خلال تطبيق القانون على جميع المخالفين.
3- بناء مجتمع متماسك يرتكز على التعاون والتآزر بين أفراده.