البصمات فريدة لكل شخص حيث يمكنها ان تحدد هويتة ولا يمكن أن تتطابق بين شخصين مختلفين مما يجعلها أداة قوية لتحديد هوية المجرمين حتى في حالة عدم وجود أدلة أخرى ، و يعتبر التبصيم في الادلة الجنائية أداة قوية وحاسمة في تحديد هوية الأشخاص المتورطين في الجرائم ، يولي النظام القانوني في المملكة اهتمامًا كبيرًا لأهمية البصمات في هذا المجال
فاستخدام التبصيم في الادلة الجنائية يعود إلى القدم حيث تم اكتشاف آثار بصمات تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد ، ومع مرور الوقت تطورت تقنيات أخذ وتحليل البصمات و أصبحت أداة لا غنى عنها في التحقيقات الجنائية الحديثة.
و يُستخدم التبصيم في الوقت الحالي كجزء من مجموعة الأدلة الجنائية بالإضافة إلى الأدلة الأخرى مثل الشهود و الاعترافات و الأدلة المادية الأخرى ، كما يُساعد تكامل الأدلة في بناء صورة كاملة عن الجريمة وتقديمها للمحكمة.
و يشكل التبصيم في الادلة الجنائية أداة حيوية في السعودية و تلعب دورًا هامًا في الكشف عن الجرائم وتقديم المجرمين للعدالة ، ومع استمرار التطور التكنولوجي ستظل البصمات تلعب دورًا محوريًا في التحقيقات الجنائية في المستقبل.
يتم جمع البصمات من مسرح الجريمة سواء كانت بصمات أصابع أو آثار أخرى مثل آثار الأقدام أو الأدوات المستخدمة في الجريمة ، و تُحلل هذه البصمات ومقارنتها ببصمات المشتبه بهم.
و يُؤخذ بصمات الأشخاص الذين يتم توقيفهم أو التحقيق معهم في قضايا جنائية لتسجيلها في النظام ، وتُسجل البصمات في السجل الجنائي للأشخاص المدانين بارتكاب جرائم مما يساعد في تتبعهم في حالة ارتكابهم جرائم أخرى في المستقبل.
كما يمكن لـ التبصيم في الادلة الجنائية المرفوعة من مسرح الجريمة أن تربط المتهم بالجريمة إذا تطابقت بصماته مع البصمات الموجودة في مسرح الجريمة ، ويمكن ايضاً للبصمات أن تعزز الأدلة الأخرى الموجودة في القضية مثل شهادات الشهود أو الأدلة المادية الأخرى.
كما يستخدم التبصيم في الادلة الجنائية لمنع انتحال الشخصيات و التأكد من أن الشخص الذي يتم تقديمه للمحاكمة هو الشخص الذي ارتكب الجريمة بالفعل ، و ربط الجرائم المتسلسلة ببعضها البعض والكشف عن مرتكبها.
تُسجل البصمات في نظام آلي ويتم مقارنتها بالبصمات الموجودة في قاعدة البيانات للتعرف على هوية المشتبه بهم أو المتهمين ، وتُعتبر البصمة الوراثية من أقوى الأدلة الجنائية حيث تحمل معلومات وراثية فريدة لكل شخص تُستخدم في الجرائم الخطيرة مثل القتل والاغتصاب لتحديد هوية الجاني.
وهناك عدة أنواع من البصمات المستخدمة في الأدلة الجنائية مثل : بصمات الأصابع ، بصمات الأقدام ، بصمات راحة اليد
شهد مجال البصمات تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة مثل:
- تقنية البصمات الحية ( بشكل إلكتروني ) دون الحاجة إلى استخدام الحبر.
- تستخدم أنظمة الكمبيوتر للتعرف الآلي على البصمات ومقارنتها بقواعد البيانات بسرعة ودقة.
- تحليل البصمات باستخدام الحمض النووي وذلك عن طريق استخلاص الحمض النووي من البصمات مما يزيد من دقة تحديد الهوية.
أنواع الأدلة الجنائية
الأدلة الجنائية هي أساس التحقيق الجنائي وهي تلعب دوراً حاسماً في تحقيق العدالة و إثبات الجرائم و تحديد هوية مرتكبيها و تقديمهم للعدالة ، لذلك يجب على جميع المعنيين بالتحقيق الجنائي أن يولوا اهتماماً خاصاً لجمع الأدلة الجنائية وتحليلها بشكل صحيح وضمان سلامتها ونزاهتها خاصة (التبصيم في الادلة الجنائية ) لأنها تعتبر من أهم مراحل التحقيق الجنائي.
لضمان صحة الأدلة الجنائية وقبولها في المحكمة خاصة التبصيم في الادلة الجنائية ، يجب أن يتم جمعها وتحليلها وفقاً للإجراءات القانونية وأن تكون خالية من أي تلاعب أو تزوير ، كما يجب أن يتم توثيق الأدلة الجنائية بشكل دقيق و تسجيل جميع الإجراءات التي اتخذت لجمعها وتحليلها.
يمكن تصنيف الأدلة الجنائية في السعودية إلى عدة أنواع رئيسية وهي:
أولاً : الأدلة المادية
وهي الأدلة التي يمكن لمسها ورؤيتها مثل:
1- آثار مسرح الجريمة ( التبصيم في الادلة الجنائية – آثار الأقدام – الشعر – الأدوات المستخدمة في الجريمة)
2- الأدلة الجنائية الرقمية ( كبيانات الحاسوب – الهواتف المحمولة – كاميرات المراقبة)
3- الأدلة البيولوجية ( كالحمض النووي – اللعاب – الدم )
4- الأدلة القولية وهي الأدلة التي يتم الحصول عليها من خلال أقوال ( الشهود – المتهمين – الضحايا )
ثانياً : الأدلة الظرفية
أدلة التي لا تثبت الجريمة بشكل مباشر ولكنها تشير إلى احتمال وقوعها مثل : وجود المتهم في مسرح الجريمة وقت وقوعها.
ثالثاً : الأدلة الفنية
أدلة تتطلب خبرة فنية لتحليلها مثل ( تحليل الخطوط – والتوقيعات – الأسلحة النارية )
مختبرات الأدلة الجنائية
تُعتبر مختبرات الأدلة الجنائية جزءاً أساسياً من نظام العدالة الجنائية في أي دولة حيث تساهم في الكشف عن الجرائم وتقديم الأدلة العلمية التي تساعد في إدانة المجرمين ، و تحظى هذه المختبرات بأهمية كبيرة في المملكة وتسعى الحكومة إلى تطويرها باستمرار لمواكبة أحدث التقنيات والأساليب العلمية في هذا المجال.
تلعب مختبرات الأدلة الجنائية دوراً حيوياً في تحقيق العدالة وكشف الجرائم في المملكة ، ومع استمرار التطور العلمي والتقني فإن هذه المختبرات ستستمر في لعب دور أكثر أهمية في المستقبل.
أهمية مختبرات الأدلة الجنائية:
1- تساعد مختبرات الأدلة الجنائية في تحليل الأدلة المادية التي يتم جمعها من مسرح الجريمة مثل الحمض النووي و البصمات و الأسلحة و الأدوات المستخدمة في الجريمة.
2- تقدم المختبرات نتائج تحليل الأدلة إلى المحاكم مما يساعد القضاة في إصدار الأحكام العادلة.
3- تساهم المختبرات في تطوير البحث العلمي في مجال الأدلة الجنائية مما يؤدي إلى تحسين الأساليب المستخدمة في الكشف عن الجرائم.
مختبرات الأدلة الجنائية في السعودية:
توجد في المملكة العديد من مختبرات الأدلة الجنائية و التي تتبع لعدة جهات حكومية منها:
- تُعتبر الإدارة العامة للأدلة الجنائية هي الجهة الرئيسية المسؤولة عن إدارة وتطوير مختبرات الأدلة الجنائية في المملكة.
- تمتلك جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مختبرات متطورة للأدلة الجنائية و خاصة التبصيم في الادلة الجنائية، وتساهم في تدريب الكوادر المتخصصة في هذا المجال.
- توجد مختبرات أخرى للأدلة الجنائية في بعض القطاعات الحكومية الأخرى مثل وزارة الصحة و وزارة البيئة والمياه والزراعة.
تطور مختبرات الأدلة الجنائية في السعودية:
شهدت مختبرات الأدلة الجنائية وعلي وجه التحديد( التبصيم في الادلة الجنائية في السعودية ) تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة حيث تم تزويدها بأحدث التقنيات والأجهزة العلمية، وتم تدريب الكوادر العاملة فيها على أحدث الأساليب العلمية ، كما تسعى الحكومة إلى زيادة التعاون مع الدول الأخرى في مجال تبادل الخبرات والمعلومات في مجال الأدلة الجنائية.
متى تختفي آثار البصمات
على الرغم من أن التبصيم في الادلة الجنائية قد يتلاشى في بعض الحالات إلا أنها تظل أداة قوية في التحقيقات الجنائية ، و يجب على الأفراد التعاون مع الجهات الأمنية وتقديم أي معلومات قد تساعد في الكشف عن الحقائق.
يمكن للبصمات أن تبقى على الأسطح لعدة أيام أو حتى أسابيع في الظروف المناسبة ولكنها تتلاشى بسرعة أكبر في الظروف غير المناسبة.
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على بقاء التبصيم في الادلة الجنائية مثل : نوع السطح – درجة الحرارة – الرطوبة – التعرض لأشعة الشمس.
يجب على الأشخاص الذين يتعاملون مع مسرح الجريمة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على التبصيم في الادلة الجنائية وعدم تلويثها.
يجب التنويه إلى أن التبصيم في الادلة الجنائية تعتبر من الأدلة القوية جداً وحتى في الحالات التي قد تتلاشى فيها بعض التفاصيل يظل الخبراء قادرين على تحليلها واستخلاص معلومات قيمة منها.
و في حالة الاشتباه في جريمة ما يجب على الشخص المعني عدم محاولة مسح أو إزالة أي بصمات لأن ذلك قد يعرضه للمساءلة القانونية.
تعتمد الجهات الأمنية في السعودية على تقنيات حديثة ومتطورة في مجال التبصيم في الادلة الجنائية مما يساعدها على استخلاص وتحليل البصمات حتى في الحالات الصعبة.
يتم أيضاً حفظ البصمات في قواعد بيانات ضخمة مما يساعد في التعرف على الأشخاص وتتبعهم في حالة ارتكاب جرائم.
بصمات الأصابع تعتبر من الأدلة الجنائية الهامة نظراً لكونها فريدة لكل شخص ولا تتغير مع مرور الوقت.
هناك بعض الحالات التي يمكن أن تختفي فيها آثار البصمات منها:
اولاً : العوامل البيئية
- الحرارة الشديدة أو الرطوبة العالية يمكن أن تؤثر على جودة التبصيم في الادلة الجنائية وتجعلها تتلاشى مع مرور الوقت.
- بعض المواد الكيميائية يمكن أن تتسبب في تلف التبصيم في الادلة الجنائية أو إزالتها تماماً.
- البصمات على الأسطح الخشنة أو المسامية قد لا تكون واضحة أو قد تتلاشى بسرعة أكبر.
ثانياً : مرور الوقت
- كلما مر الوقت زادت احتمالية تلاشي التبصيم في الادلة الجنائية وتدهورها خاصة إذا كانت في ظروف بيئية غير مناسبة.
ثالثاً : التدخل البشري
- فقد يحاول المجرمون إزالة بصماتهم عن طريق مسحها أو استخدام مواد كيميائية لإتلافها.
- إذا تعرضت الأصابع لإصابات شديدة أو تشوهات قد تتغير البصمات بشكل ملحوظ.
- بعض الأمراض الجلدية النادرة يمكن أن تؤثر على بصمات الأصابع وتجعلها غير واضحة.